الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
وفرقت في البلد وتعاملوا بها. وإنما كانوا يتعاملون بقراضة الذهب القيراط والحبة ونحو ذلك. فاستراحوا. وفيها توفي أبو صادق الحسن بن يحيى بن صباح المخزومي المصري الكاتب عن نيف وتسعين سنة. وكان آخر من حدث عن ابن رفاعة. توفي في سادس عشر رجب. وكان أديبًا دينًا صالحًا جليلا. وصواب شمس الدين العادلي الخادم مقدم جيش الكامل واحد من يضرب به المثل في الشجاعة. وكان له من جملة المماليك مائة خادم فيهم جماعة أمراء. توفي بحران في رمضان وكان نائبًا عليها للكامل.
والملك الزاهر داود بن صلاح الدين. ولد بالقاهرة سنة ثلاث وسبعين وتملك البيرة مدة إلى أن مات بها في صفر. وله شعر. والشهاب عبد السلام بن المطهر بن أبي سعد بن أبي عصرون التميمي الدمشقي الشافعي. روى عن جده. وكان صدرًا محتشمًا مضى في الرسلية إلى الخليفة. توفي في المحرم. وابن ماسويه تقي الدين علي بن المبارك بن الحسن الواسطي. الفقيه الشافعي المقرئ المجود. روي عن ابن شاتيل وطبقته. وقرأ القراءات على أبي بكر الباقلاني وعلي بن مظفر الخطيب وسكن دمشق وأقرأ بها. توفي في شعبان عن ست وسبعين سنة. وابن الفارض ناظم الديوان المشهور. شرف الدين أبو القاسم عم ابن علي بن مرشد الحموي الأصل المصري. حجة أهل الوحدة وحامل لواء الشعر. توفي في جمادى الأولى وله ست وخمسون سنة إلا أشهرًا. والشيخ شهاب الدين السهروردي قدوة أهل التوحيد شيخ العارفين أبو حفص وأبو عبد الله عمر بن محمد بن عبد الله بن محرر التيمي البكري الصوفي رضي الله عنه. ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة بسهرورد وقدم بغداد فلحق بها هبة الله بن الشبلي وانتهت إليه تربية المريدين وتسليك العباد ومشيخة العراق. ولم يخلف بعده مثله. توفي في أول السنة. والشيخ غانم بن إبراهيم المقدسي النابلسي الزاهد. أحد عباد الله الأخفياء الأتقياء والسادة الأولياء. ولد سنة اثنتين وستين وخمس مائة بقرية بورين وسكن القدس من الفتوح. واتفق موته عند صاحبه الشيخ عبد الله الأرموي في غرة شعبان فدفن عنده. ومحمد بن عبد الواحد بن أبي سعيد المديني الواعظ أبو عبد الله مسند العجم. ولد سنة ثلاث وأربعين وخمس مائة. وسمع من إسماعيل الحمامي وأبي الوقت وأبي الخير الباغبان. قال ابن النجار: واعظ مفت شافعي. له معرفة بالحديث وقبول عند أهل بلده. وفيه ضعف. بلغنا أنه استشهد بإصبهان على يد التتار في أواخر رمضان. قلت: وفي دخولهم إليهم قتلوا أممًا لا يحصون. ومحمد بن عماد الدين بن محمد بن حسين أبو عبد الله الحراني الحنبلي التاجر نزيل الإسكندرية. روى عن ابن رفاعة وابن البطي والسلفي وطائفة كبيرة باعتناء خاله حماد الحراني. توفي في عاشر صفر. وكان ذا دين وعلم وفقه. عاش تسعين سنة. روى عنه خلق. وشعرانه وجيه الدين محمد بن أبي غالب زهير بن محمد الإصبهاني الثقة الصالح. سمع الصحيح من أبي الوقت وعمر دهرًا. ومات شهيدًا. ومحمد بن غسان بن عاقل بن نجاد الأمير سيف الدولة الحمصي ثم الدمشقي. روى عن وأبو الوفاء محمود بن إبراهيم بن شعبان بن منده العبدي الإصبهاني. بقية آل منده. ومسند وقته. روى الكثير عن مسعود الثقفي والرستمي وأبي رشيد الفتح وأبي الخير الباغبان وعدم تحت السيف. وأبو الفتوح الوثابي محمد بن محمد بن أبي المعالي الإصبهاني. روى عن جده كتاب الذكر بسماعه من طراد. ويروي عن رجاء بن حامد المعداني. راح تحت السيف وله ثمان وسبعون سنة. وعبد الأعلى ابن العلامة محمد ابن أبي القاسم ابن القطان الإصبهاني الحافظ ظهير الدين محدث إصبهان. حضر على محمد بن أحمد بن شاذه وأكثر عن الترك. وله معجم فيه عن خمس مائة وخمسين نفسًا. عاش بضعًا وستين سنة. وعدم في الوقعة. وجامع بن إسماعيل بن غانم صائن الدين الإصبهاني الصوفي المعروف بباله راوي جزء لوين عن محمد بن أبي القاسم الصالحاني. ومحمود علي بن محمود بن قرقين شمس الدين الدمشقي الجندي الأديب الشاعر. روى عن أبي سعد بن أبي عصرون وتوفي في شوال. وابن شداد قاضي القضاة بهاء الدين أبو العز يوسف بن رافع بن تميم الأسدي الحلبي الشافعي. ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة. وقرأ القراءات والعربية بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي. وسمع من حفدة العطاردي وطائفة. وبرع في القثه والعلوم وساد أهل زمانه ونال رئاسة الدين والدنيا وصنف التصانيف وله بحلب تربة بين مدرسته ودار حديثة. امتدت أيامه وتخرج به الأصحاب. توفي رابع عشر صفر. سنة ثلاث وثلاثين وست مائة في ربيع الأول جاءت فرقة من التتار فكسرهم عسكر إربل. فما بالوا وساقوا إلى بلاد الموصل. فقتلوا وسبوا. فاهتم المستنصر بالله وأنفق الأموال فردوا ودخلوا الدربند. وفيها عدا الكامل الفرات واستعاد حران وخرب قلعة الرها وهرب من منه نواب صاحب الروم. ثم كر إلى الشام خوفًا من التتار فإنهم وصلوا إلى سنجار. ثم حشر صاحب الروم ونازل حران وتعثر أهلها بين الملكين. وفيها توفي الجمال أبو حمزة أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي. روي عن نصر الله القزاز وابن شاتيل وأبي المعالي بن صابر. وكان يتعاني الجندية. وفيه شجاعة وإقدام. توفي في ربيع الأول. والقيلوبي المؤرخ أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل عاش سبعين سنة. وروي عن الأبله الشاعر وغيره. وكتب الكثير. وكان أديبًا أخباريًا. توفي في ذي القعدة. وزهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر. شيخة صالحة صوفية بالرباط. روت عن ابن البطي ويحيى بن ثابت. توفيت في جمادى الأولى عن تسع وسبعين سنة. وخطيب زملكا عبد الكريم بن خلف بن نبهان الأنصاري وله اثنتان وسبعون سنة. روي عن أبي القاسم بن عساكر. توفي في ذي الحجة. وابن الرماح عفيف الدين علي بن عبد الصمد بن محمد المصريالمقرئ النحوي. قرأ القراءات على أبي الجيوش عساكر بن علي وسمع من السلفي وتصدر للإقراء والعربية بالفاضلية وغيرها. توفي في جمادى الأولى. وابن روزبة أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة البغدادي القلانسي العطار الصوفي. حدث بالصحيح عن أبي الوقت ببغداد وحران ورأس عين وحلب ورد منها خوفًا من الحصار الكائن بدمشق على الناصر داود وإلا كان عزمه المجيء إلى دمشق. توفي فجأة في ربيع الآخر وقد نيف على التسعين. وابن دحية العلامة أبو الخطاب عمر بن حسن بن علي بن الجميل الكلبي الداني ثم السبني. الحافظ اللغوي. روى عن أبي عبد الله بن زرقون وابن الجد وابن بشكوال. وطبقتهم. وعني بالحديث أتم عناية. وجال في مدن الأندلس ومدن العدوة وحج في الكهولة. فسمع بمصر من البوصيري وسمع بالعراق مسند أحمد وبإصبهان معجمالطبراني من الصيدلاني وبنيسابور صحيح مسلم بعلو بعد أن كان حدث به بالمغرب بالإسناد الأندلسي النازل. وكان يقول إنه حفظه كله. وليس بالقوي ضعفه جماعة. وله تصانيف ودعاو مدحضة وعبارة مقعرة مبغضة. وقد نفق على الملك الكامل وجعله شيخ دار الحديث بالقاهرة. توفي في رابع عشر ربيع الأول وله سبع وثمانون سنة. والإربلي فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سليمان الصوفي. روى عن يحيى بن ثابت وأبي بكر بن النقور وجماعة كثيرة. توفي بإربل في رمضان وروايته منتشرة عالية. وأبو بكر المأموني محمد بن محمد بن محمد بن أبي المفاخر سعيد ابن حسين العباسي النيسابوري ثم المصري الجنائزي. روى عن السلفي وتوفي في ربيع الآخر. ونصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر. قاضي القضاة عماد الدين أبو صالح الجيلي ثم البغدادي الحنبلي. أجاز له ابن البطي وسمع من شهدة وطبقتها. ودرس وأفتى وناظر وبرع في المذهب وولي القضاء سنة ثلاث وعشرين. وعزل بعد أشهر. وكان لطيفًا ظريفًا متين الديانة كثير التواضع. متحريًا في القضاء قوي النفس في الحق. عديم المحاباة والتكلف. توفي في شوال عن سبعين سنة. سنة أربع وثلاثين وست مائة فيها نزلت التتار على إربل وحاصروها وأخذوها بالسيف حتى جافت المدينة بالقتلى وعصت القلعة بعد أن لم يبق من أخذها شيء. وترحلت الملاعين بغنائم لا تحصى فلا حول ولا قوة إلا بالله. وفيها توفي الملك المحسن عين الدين أحمد ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب. روى عن ابن صدقة الحراني والبوصيري. وعني بالحديث أتم عناية. وكتب الكثير. وكان متواضعًا متزهدًا كثير الإفضال على المحدثين. وفيه تشيع قليل. توفي بحلب في المحرم. وأحمد بن أحمد بن محمد بن صديق موفق الدين الحراني الحنبلي. رحل إلى بغداد وتفقه على ابن المني وسمع من عبد الحق وطائفة. وتوفي بدمشق وتوفي في صفر. والخليل بن أحمد أبو طاهر الجوسقي الصرصري الخطيب بها. قرأ القراءات على جماعة وسمع من ابن البطي وطائفة. توفي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة. وقد أجاز لجماعة. وسعيد بن محمد بن ياسين أبو منصور البغدادي. السفار في التجارة. حج تسعًا وأربعين حجة. وحدث عن ابن البطي وغيره. توفي في صفر. وأبو الربيع الكلاعي سليمانبن موسى بن سالم البلنسي الحافظ الكبير صاحب التصانيف وبقية أعلام الأثر بالأندلس. ولد سنة خمس وستين وخمس مائة سمع أبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وطبقتهما. قال الأبار: كان بصيرًا بالحديث حافظًا عاقلًا عارفًا بالجرح والتعديل ذاكرًا للموالد والوفيات يتقدم أهل زمانه في ذلك خصوصًا من تأخر زمانه. ولانظير لخطه في الإتقان والضبط مع الاستبحار في الأدب والبلاغة. كان فردًا في إنشاء الرسائل مجيدًا في النظم خطيبًا مفوهًا مدركًا حسن السرد والمساق مع الشارة الأنيقة. وهو كان المتكلم عن الملوك في مجالسهم والمبين لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بانسية. وله تصانيف في عدة فنون. استشهد بكائنه أنيشة بقرب بلنسية مقبلًا غير مدبر في ذي الحجة. والناصح ابن الحنبلي أبو الفرج عبد الرحمان بن نجم بن عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج الشيرازي الأنصاري الحنبلي الواعظ المفتي. ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وبرز في الوعظ ورحل فسمع من شهدة وطبقتها وسمع بإصبهان من أبي موسى المديني وله خطب ومقامات وتاريخ الوعاظ انتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ الموفق. توفي في ثالث المحرم. والناصح عبد القادر بن عبد الظاهر بن أبي الفهم الحراني الحنبلي مفتي حران وعالمها ومدرسها. سمع بدمشق من ابن صدقة ويحيى الثقفي وعرض عليه قضاء بلده فامتنع. توفي في ربيع الأول عن إحدى وسبعين سنة. وأبو عمرو عثمان بن حسن السبتي اللغوي أخو أبي الخطاب بن دحية. روي عن أبي بكر بن الجد وابن زرقون وابن بشكوال وخلق وولي مشيخة الكاملية بعد أخيه وتوفي بالقاهرة. وصاحب الروم السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان بن سلجوق. كان ملكًا جليلًا شهمًا شجاعًا وافر العقل متسع الممالك. تزوج بابنة الملك العادل وامتدت أيامه. وتوفي في سابع شوال. وكان عدل وخير في الجملة. وأبو الحسن القطيعي محمد بن أحمد بن عمر البغدادي المحدث المؤرخ. ولد سنة ست وأربعين. وسمع من ابن الزاغوني ونصر الكعبري وطائفة. ثم طلب بنفسه ورحل إلى خطيب الموصل وبدمشق من أبي المعالي بن صابر. وأخذ الوعظ عن ابن الجوزي. وهو أول شيخ ولي مشيخة المستنصرية. وآخر من حدث بالبخاري سماعًا عن أبي الوقت. ضعفه ابن النجار لعدم اتقانه ولكثرة أوهامه. توفي في ربيع الآخر. والملك العزيز غياث الدين محمد بن عبد الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب وسبط الملك العادل. ولوه السلطنة بعد أبيه وله أربع سنين من أجل والدته الصاحبة. وهي كانت الكل. وكان الأتابك طغريل يسوس الأمور. توفي في ربيع الأول وأقيم بعده ابنه الملك الناصر يوسف وهو طفل. فنعوذ بالله من إمرة الصبيان. ومرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم الحارثي الحوفي أبو الحسن المقرئ. قرأ القراءات وسمع الكثير من السلفي وجماعة. وكان عالمًا عاملًا كبير القدر قانعًا متعففًا يختم في الشهر ثلاثين ختمة. توفي في شوال عن خمس وثمانين سنة. وهبة الله بن عمر بن كمال أبو بكر الحربي الحلاج. آخر من حدجث عن هبة الله بن الشبلي وأمه كمال بنت السمرقندي. توفي في جمادى الأولى. وياسمين بنت سالم بن علي البيطار أم عبد الله الخيمية روت عن هبة الله ابن الشبلي القصار. وتوفيت يوم عاشوراء. سنة خمس وثلاثين وست مائة كانت طائفة كبيرة من الخورزمية قد خدموا مع الصالح أيوب بن الملك الكامل. فعزموا على القبض عليه. فهرب إلى سنجار ونهبوا خزائنه. فسار إليه لولو صاحب الموصل وحاصروه. فحلق الصالح لحية وزيره وقاضي بلده بدر الدين السنجاري طوعًا ودلاه من السور ليلًا. فذهب واجتمع بالخوارزمية وشرط لهم كل ماأرادوه فساقوا من حران وبيتوا لولو. فنجا بنفسه على فرس النوبة وانتهبوا عسكره واستغنوا. وأما دمشق فمات صاحبها الأشرف وتسلطن بعده أخوه الصالح إسماعيل. فسار الملك الكامل وقدم دمشق وأخذها بعد محاصرة وتعب. وذهب إسماعيل إلى بلد بعلبك ودخل الكامل قلعة دمشق ونفى القندرية والحريرية. وتمرض ومات بعد شهرين فتملك بعده بدمشق ابن أخيه الملك الجواد وبمصر ابنه العادل. وفيها وصلت التتار إلى دقوقا تنهب وتسبي وتفسد. فالتقاهم الأمير بكلك الخليفتي في سبعة آلاف والتتار في عشرة آلاف فانهزم المسلمون بعد أن قتلوا خلقًا وكادوا ينتصرون. وقتل بكلك وجماعة أمراء أعيان. وفيها توفي أبو محمد الأنجب بن أبي السعادات البغدادي الحمامي عن إحدى وثمانين سنة. راو حجة. روى عن ابن البطي وأبي المعالي ابن النحاس وطائفة. وأجاز. له سعيد الثقفي وجماعة. توفي في تاسع عشر ربيع الآخر. وابن رئيس الرؤساء أبو محمد الحسين بن علي بن الحسين ابن هبة الله ابن الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم بن المسلمة البغدادي الناسخ الصوفي. ولد سنة إحدى وخمسين وسمع من ابن البطي وأحمد بن المقرب. توفي في رجب. وقاضي حلب زين الدين أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن علوان الأسدي الحلبي الشافعي ابن الاستاذ. روى عن يحيى الثقفي. توفي في شعبان عن ثمان وخمسين سنة. وكان من سروات الرؤساء. وابن اللتي مسند الوقت أبو المنجا عبد الله بن عمر بن علي بن عمر ابن زيد الحريمي القزاز. رجل مبارك خير. ولد سنة خمس وأربعين وسمع من أبي الوقت وسعيد بن البنا وطائفة. وأجاز له مسعود الثقفي والإصبهانيون. وكان آخر من روى حديث البغوي بعلو. نشر حديثه بالشام. ورجع منها في آخر سنة أربع وثلاثين. فتوفي في رابع عشر جمادى الأولى. وعبد الله بن المظفر ابن الوزير أبي القاسم علي بن طراد الزيني أبو طالب العباسي البغدادي. روى عن ابن البطي حضورًا وعن أبي بكر بن النقور ويحيى بن ثابت. توفي في رمضان. والرضي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار أبو محمد المقسي الحنبلي الملقن. أقرأ كتاب الله احتسابًا أربعين عامًا وختم عليه خلق كثير. وروى عن يحيى الثقفي وطائفة. وكان كثير العبادة والتهجد. توفي في ثاني صفر وقد شاخ. وعبد الرزاق ابن الإمام أبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة صدر الدين شيخ الشيوخ البغدادي حضر على ابن البطي وسمع من شهدة. وترسل عن الخليفة إلى النواحي. توفي في جمادى الأولى. والكامل سلطان الوقت ناصر الدين أبو المعالي محمد ابن العادل أبي بكر بن أيوب. ولد سنة ست وسبعين وخمس مائة وتملك الديار المصرية تحت جناح والد عشرين سنة وبعده عشرين سنة. وتملك دمشق قبل موته بشهرين. وتملك حران وآمد وتلك الديار. وله مواقف مشهورة. وكان صحيح الإسلام معظمًا للسنة وأهلها محبًا لمجالسة العلماء فيه عدل وكرم وإحياء وله هيبة شديدة. مرض بقلعة دمشق بالسعال والإسهال نيفًا وعشرين ليلة. وكان في رجله نقرس فمات في الحادي والعشرين من رجب. ومن عدله المخلوط بالجبروت والظلم شنق جماعة من أجناده على آمد في أكيال شعير غصبوه. وأبو بكر محمد بن مسعود بن بهروز البغدادي الطبيب. سمعه خاله من أبي الوقت وتفرد بالرواية بالسماع عنه. توفي في رمضان وقد جاوز التسعين. ومحمد بن نصر بن عبد الرحمن بن محمد بن محفوظ القرشي الدمشقي شرف الدين ابن أخي الشيخ أبي البيان. أديب شاعر صالح زاهد. ولي مشيخة رباط أبي البيان. وروى عن ابن
وأبو نصر بن الشيرازي القاضي شمس الدين محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى الدمشقي الشافعي. ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة. وأجاز له أبو الوقت وطائفة. وسمع من أبي يعلى بن الحبوبي وطائفة كبيرة. وله مشيخة في جزء. درس وأفتى وناظر وصار من كبار أهل دمشق في العلم والرواية والرئاسة والجلالة. درس مدة بالشامية الكبرى وتوفي في ثاني جمادى الآخرة. وخطيب دمشق الدولعي جمال الدين محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين الثعلبي الشافعي. ولد بقرية الدولعية من عمل الموصل. وتفقه على عمه ضياء الدين الدولعي خطيب دمشق وسمع من ابن صدقة الحراني وجماعة. توفي في جمادى الأولى ودفن بمدرسته بجيرون. ومكرم بن محمد بن حمزة بن محمد المسند نجم الدين أبو الفضل القرشي الدمشقي التاجر المعروف بابن الصقر. ولد في رجب سنة ثمان وأربعين وسمع من حمزة بن الحبوبي وحمزة بن كروس وحسان الزيات والفلكي وعلي بن أحمد بن مقاتل السوسي وطائفة. وتفرد وطال عمره. وسافر للتجارة كثيرًا توفي في رجب. والملك الأشرف مظفر الدين أبو الفتح موسى بن العادل. ولد سنة ست وسبعين بالقاهرة وروى عن ابن طبرزد. تملك حران وخلاط وتلك الديار مدة. ثم تملك دمشق تسع سنين.
فأحسن وعدل وخفف الجور وكان فيه دين وتواضع للصالحين ولد ذنوب عسى الله أن يغفرها له. وكان حلو الشمائل محببًا إلى الرعية موصوفًا بالشجاعة لم تكسر له راية قط. توفي في يوم الخميس رابع المحرم فتسلطن بعده أخوه إسماعيل. وشمس الدين بن سني الدولة قاضي القضاة أبو البركات يحيى بن هبة الله بن الحسن الدمشقي الشافعي والد قاضي القضاة صدر الدين أحمد. ولد سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة وتفقه على ابن أبي عصرون والقطب النيسابوري وسمع من أحمد بن الموازيني وطائفة. توفي في ذي القعدة. وابن الشواء شهاب الدين أبو المحاسن يوسف بن إسماعيل الحلبي الأديب. وله ديوان في أربع مجلدات. توفي في المحرم عن ثلاث وسبعين سنة. سنة ست وثلاثين وست مائة فيها مهنت نفس الملك الجواد وضعف عن سلطنة دمشق بعد أن محق الخزائن. وكاتب الملك الصالح أيوب بن الكامل وقايضه فأعطاه دمشق بسنجار وعانة. وكانت صفقة خاسرة. فبادر الصالح وقدم فتسلم دمشق من الجواد لأن المصريين ألحوا على الجواد في أن ينزل عن دمشق
ويعطي الإسكندرية. ثم ركب الصالح في الدست وحمل الجواد الغاشية بين يديه. ثم أكل يديه ندمًا وسافر. ثم توجه الصالح نحو الغور وطلب عمه ابن إسماعيل من بعلبك ليتفقا. فدبر إسماعيل أمره واستعان بالمجاهد صاحب حمص وهجم على دمشق فأخذها في صفر من العام الآتي. فسمعت الأمراء فتسحبت إليه. وبقي الصالح في طائفة. فأخذه عسكر الناصر صاحب الكرك واعتقله الناصر عنده. وفيها توفي أبو العباس القسطلاني ثم المصري الفقيه المالكي الزاهد أحمد بن علي تلميذ الشيخ أبي عبد الله القرشي. سمع من عبد الله بن بري ودرس بمصر وأفتى ثم جاوز بمكة مدة وعاش سبعًا وسبعين سنة. توفي بمكة في جمادى الآخرة. وصاحب ماردين ناصر الدين أرتق بن ألبي الأرتقي التركماني. تملك ماردين بضعًا وثلاثين سنة. وكان فيه عدل ودين في الجملة. قتله غلمانه بموطأة ابن ابنه وتملك ابنه نجم الدين غازي. والتاج أسعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي الدمشقي. توفي في رجب عن ست وسبعين سنة. روى عن ابن عساكر وأبي الفهم بن أبي العجائز. وكان من كبار العدول. وهو أسن من أخيه السديد. وبدل بن أبي المعمر بن إسماعيل أبو الخير التبريزي المحدث الرحال. ولد بعد الخمسين وخمس مائة وسمع من أبي سعد بن أبي عصرون وجماعة. ورحل فأكثر من اللبان والصيدلاني. وسمع بنيسابور ومصر والعراق وكتب وتعب وخرج وولي مشيخة دار الحديث بإربل. فلما أخذتها التتار قدم حلب وبها توفي في جمادى الأولى. وجعفر بن علي بن هبة الله أبو الفضل الهمذاني الإسكندراني المالكي المقرئ الأستاذ المحدث. ولد سنة ست وأربعين وقرأ القراءات على عبد الرحمن ابن خلف الله صاحب ابن الفحام وأكثر عن السلفي وطائفة. وكتب الكثير وحصل وتصدر للإقراء ثم رحل في آخر عمره فروى الكثير بالقاهرة ودمشق. وتوفي في صفر وقد جاوز التسعين. وابن الصفراوي جمال الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد ابن إسماعيل بن عثمان بن يوسف بن حسين بن حفص الإسكندراني الفقيه المالكي المقرئ. ولد في أول سنة أربع وأربعين وخمس مائة. وقرأ القراءات على ابن خلف الله وأحمد بن جعفر الغافقي واليسع بن حزم وابن الخلوف. وتفقه على أبي طالب صالح بن بنت معافى وسمع الكثير من السلفي وغيره. وانتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى ببلده وطال عمره وبعد صيته. توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر. وعسكر بن عبد الرحيم بن عسكر بن أسامة أبو عبد الرحيم العدوي النصيبيني. من بيت
مشيخة وحديث ودين. له أصحاب وأتباع. رحل في الحديث وسمع من عبد العزيز بن منينا وسليمان الموصلي وطبقتهما. وله مجاميع حسنة. توفي في المحرم. وعلي بن جرير الرقي الصاحب جمال الدين. وزر للأشرف ثم للصالح إسماعيل. وتوفي في جمادى الآخرة. وعماد الدين بن الشيخ. هو الصاحب الرئيس أبو الفتح عمر ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد بن عمر الجويني ثم الدمشقي. ولي تدريس الشافعي ومشهد الحسين ومشيخة الشيوخ بالديار المصرية. وقام بسلطنة الجواد. ثم دخل الديار المصرية. فلامه صاحبها العادل أبو بكر. فرد وهم بخلع الجواد من السلطنة فلم يطعه وجهز عليه من الإسماعيلية من قتله في جمادى الأولى وله خمس وخمسون سنة. وأبو الفضل السباك محمد بن محمد بن الحسن البغدادي أحد وكلاء القضاة. روى عن ابن البطي وأبي المعالي بن اللحاس. توفي في ربيع الآخر. والزكي البزرالي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بداس الإشبيلي الحافظ الجوال محدث الشام ومفيده. سمع بالحجاز ومصر والشام والعراق وإصبهان وخراسان والجزيرة. وأكثر وجمع فأوعى وأول طلبه سنة اثنتين وست مائة وأقدم شيوخه عين الشمس الثقفية وجمال الدين الحصيري شيخ الحنفية أبو المحامد محمود بن أحمد بن عبد السيد البخاري. وله تسعون سنة. توفي في صفر وروى صحيح مسلم عن أصحاب الفراوي ودرس بالنووية خمسًا وعشرين سنة. وكان من العلماء العاملين. سنة سبع وثلاثين وست مائة فيها ذكر أن إسماعيل هجم على دمشق في صفر من هذا العام فملكها. وتسلم القلعة من الغد واعتقلوا الصالح أيوب بالكرك أشهرًا فطلبه أخوه العادل من الناصر داود وبذل فيه مائة ألف دينار وكذا طلبه الصالح إسماعيل فامتنع الناصر. ثم اتفق معه وحلفه وأخذه وسار به إلى الديار المصرية. فمالت الكاملية إليه. وقبضوا على العادل وتملك الصالح أيوب ورجع الناصر بخفي حنبن. وفيها توفي الخوبي قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن الخليل الشافعي في شعبان عن أربع وخمسين سنة وله تصانيف وفضائل ولاسيما في العقليات. وثابت بن محمد بن أبي بكر الصدر علاء الدين أبو سعد الخجندي ثم الإصبهاني. سمع وسالم بن الحافظ أبي المواهب بن صصرى الصدر أمين الدين أبو الغنائم البغدادي الدمشقي. رحل به أبوه وسمعه من ابن شاتيل وطبقته. توفي في جمادى الآخرة وله ستون سنة. وشيركوه الملك المجاهد أسد الدين بن محمد بن شيركوه بن شاذي صاحب حمص بحمص في رجب. وعبد الرحيم بن يوسف بن هبة الله بن الطفيل أبو القاسم الدمشقي بمصر في ذي الحجة. روى عن السلفي. وابن الكريم الكاتب شمس الدين محمد بن الحسن بن محمد بن علي البغدادي المحدث الأديب الماسح المتفنن. روى عن ابن بوش وابن كليب. وخلق. وسكن دمشق وكتب الكثير بخطه. توفي في رجب عن سبع وخمسين سنة. وابن الدبيثي الحافظ المؤرخ المقرئ الحاذق أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى الواسطي الشافعي. ولد سنة ثمان وخمسين وخمس مائة وسمع من أبي طالب الكناني وأبي الفتح ابن شاتيل وعبد المنعم بن الفراوي وطبقتهم. وقرأ القراءات على جماعة. وكان إمامًا متفننًا واسع العلم غزير الحفظ. أضر في آخر عمره. وتوفي في ثامن ربيع الآخر ببغداد. ومحمد بن طرخان تقي الدين بن السلمي الدمشقي الصالحي الحنبلي. ولد سنة إحدى وستين وخمس مائة وروى عن ابن صابر وأبي المجد البانياسي وطائفة. وخرج لنفسه مشيخة. وكان فقيهًا جليلًا متوددًا. توفي في تاسع المحرم. وأبو طالب بن صابر الدمشقي محمد بن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي الصوفي الزاهد. روى عن أبيه وجماعة وصار شيخ الحديث بالعزية. قال ابن النجار: لم أر إنسانًا كاملًا غيره زاهدًا عابدًا ورعًا كثير الصلاة والصيام. توفي في سابع المحرم. وابن الهادي محتسب دمشق رشيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن يحيى القيسي الدمشقي. شيخ وقور مهيب عفيف. سمع ابن عساكر وأبا المعالي بن صابر. توفي في جمادى الآخرة عن سبع وثمانين سنة. والرشيد النيسابوري محمد بن أبي بكر بن علي الحنفي الفقيه. سمع بمصر من أبي الجيوش عساكر والتاج المسعودي وجماعة. ودرس وناظر وعاش سبعًا وسبعين سنة. ولي قضاء الكرك والشوبك. ثم درس بالمعينية توفي في خامس ذي القعدة. وشرف الدين أبو البكات المستوفى المبارك بن أحمد بن أبي البركات اللخمي الإربلي وزير إربل وقاضيها ومؤرخها ولد سنة أربع وستين وخمس مائة وسمع من عبد الوهاب بن حبة وحنبل وابن طبرزد وخلق. وكان بيته مجمع الفضلاء. وله يد طولى في النثر والنظم ونفس كريمة كبيرة وهمة عالية. شرح ديوان أبي تمام والمتنبي في عشر مجلدات. وله ديوان شعر سلم بقلعة إربل من التتار ثم سكن الموصل وبها مات في المحرم. وضياء الدين بن الأثير الصاحب العلامة أبو الفتح نصر بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري الكاتب البليغ صاحب المثل السائر. انتهت إليه رياسة الإنشاء والترسل. ومن جملة محفوظاته شعر أبي تمام والبحتري والمتنبي. وزر بدمشق للملك الأفضل فأساء وظلم ثم هرب ثم كان معه بسميساط سنوات. ثم خدم الظاهر صاحب حلب فلم يقبل عليه. فتحول إلى الموصل وكتب الإنشاء لصاحبها محمود بن عز الدين مسعود ولأتابكه لولو وذهب رسولًا في آخر أيامه إلى الخليفة فمات ببغداد في ربيع الآخر. وكان بينه وبين أخيه عز الدين مقاطعة كلية. وعبد العزيز بن بركات بن إبراهيم الخشوعي الدمشقي إمام الربوة أبو محمد. روى عن أبيه وأبي القاسم بن عساكر. توفي في ثامن ربيع الآخر. وعبد العزيز بن دلف البغدادي المقرئ الناسخ خازن كتب المستنصرية. قرأ القراءات على علي بن عساكر البطائحي وسمع من شهدة. توفي في السادس والعشرين من صفر. والحرالي أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن التجيبي المرسي. كان متفننًا عارفًا بالنحو والكلام
وقشتمر سلطان بغداد ومقدم العساكر جمال الدين الخليفتي الناصري توفي في ذي القعدة. سنة ثمان وثلاثين وست مائة فيها سلم الملك الصالح إسماعيل قلعة السقيف للفرنج لغرض في نفسه. فمقته المسلمون وأنكر عليه ابن عبد السلام وأبو عمرو بن الحاجب. فسجنهما. وعزل ابن عبد السلام من خطابة دمشق. وولي القضاء لرفيع الجيلي. وفيها توفي أبو علي أحمد بن محمد بن محمود بن المعز الحراني ثم البغدادي الصوفي. روى عن ابن البطي وأحمد بن المقرب وجماعة. توفي في المحرم. والقاضي نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد خلف بن راجح المقدسي الحنبلي ثم الشافعي صاحب التصانيف. روى عن ابن صدقة الحراني وجماعة. وسافر إلى همذان فلزم الركن الطاوسي حتى صار معيده. ثم سافر إلى بخارى فبرع في علم الخلاف وطار اسمه وبعد صيته. وكان يتوقد ذكاء. ومن جملة محفوظاته الجمع بين الصحيحين. وكان صاحب أوراد وتهجد. توفي في خامس شوال. وعلي بن مختار بن نصر الله بن طعان جمال الملك أبو الحسن العامري المحلي الإسكندراني ومحيي الدين بن العربي أبو بكر محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي المرسي الصوفي نزيل دمشق وصاحب التصانيف وقدوة العالمين بوحدة الوجود. ولد سنة ستين وخمس مائة. وروى عن ابن بشكوال وطائفة. وتنقل في البلاد وسكن الروم مدة. وقد اتهم بأمر عظيم. توفي في الثاني من ربيع الآخر.
|